تمغربيت:
الصورة رغم أنها قديمة.. فاختيارها لم يكن القصد منه التعليق على أمر جديد، فقد صُدمت لرؤيتها، ولو متأخرا.. مما دفعني للتعليق عنها، بشكل خفيف وضريف.
فمنصات التواصل الافتراضية.. تأتينا بمئات الصور يوميا.. مما جد واستجد من أحداث وأخبار وصور إلخ .. كما أن من ميزتها أيضا، طبقا لذكاء اصطناعي تتوفر عليه، أنها تزودنا أحيانا بصور أو مقالات تثير اهتماماتنا حسب خوارزمات معقدة ولو كانت قديمة..
صورة اليوم
صورة اليوم، عبارة عن إعلان لمهرجان ثقافي أقيم العام الماضي بالجزائر هووك، يهم المرأة والأدب والسينما النسائية بالجزائر في الآن ذاته.. وعنوانها عُرِض على يافطة كبيرة كالتالي.. ” المهرجان الثقافي الوطني لأدب وسينما المرأة”.
لكن بمجرد ما تضغط على الصورة لتشاهدها كاملة.. تنصدم لا محالة، وأنت ترى على خشبة المهرجان الذكور.. ولا شيء غير الذكور، ولا امرأة واحدة على الخشبة.. مع أن هذا العرس الثقافي.. معمول خصيصا للمرأة الجزائرية، والأدب النسائي والسينما النسائية.
بل تنصدم أكثر وأنت ترى العسكر أكثر من المدنيين في مهرجان الثقافة والأدب والسينما !!!
تعمدت وصفهم بالذكور وليس بالرجال.. إحالة مني على مجتمع ذكوري أولا.. واحتقارا لأمثال هؤلاء الرجال، المتخلفين الذين يعيشون في القرن ال 21 بعقلية القرون الوسطى.. ذكور يحتفون بالمرأة في المواقع واليافطات، ويحرمون نصف المجتمع من المشاركة في المجتمع والاقتصاد والسياسة والأدب والسينما وسائر ألوان الفنون..
إنها دكتاتورية نظام.. أي نعم، لكنها بالتأكيد دكتاتورية ذكور.. ومجتمع ذكوري متخلف بعيد عن الزمن الحالي، وبعيد عن الحداثة والمعاصرة والتحديث والعصرنة.. بعيد عن تاريخ الكرة الأرضية وزمننا الحالي..
الأزمة في بلاد هووك أزمة نظام.. أي نعم .. لكنها في الأساس أزمة شعب ومجتمع وعقلية رجعية ماضوية بعيدة عن استيعاب الزمن الراهن واللحظة الراهنة.. أزمة هوية وفقر تاريخي وحضاري مهول.. وأزمة لغة وأسلوب تفكير .. ثقافة مجتمع برمته.. مجتمع تائه بعيد عن التاريخ وجغرافيا الكرة الأرضية، ومنعزل عن الآخر وعن المجتمعات الأخرى والثقافات الأخرى.. هو مجتمع عاجز تماما، حتى عن نقل والاستفادة والتعايش مع ثقافتين غنيتين : المملكة المغربية غربا وتونس (إفريقية) شرقا !!! عاجز عن نقل.. مجرد نقل التجربة المغربية الغنية.. ثقافيا.. وحضاريا.. والتجربة التونسية الغنية أيضا، إلى المجتمع الجزائري ..
مهرجان السينما النسائية بدون العنصر النسائي
مهرجان حول الأدب النسائي، بدون نساء وبدون أدب نسائي (حاليا). ومهرجان السينما النسائية بدون نساء، وبدون سينما نسائية (حاليا)، لقد ضاع نصف المجتمع وبالتالي ضاع المجتمع كله.. بضياع المرأة الجزائرية.
بل، لقد ضاعت الجزائر في رهان كل حكامها ونظامها.. بكل أجهزتها ومؤسساتها وعسكرها وشعبها وإعلامها وخزينة دولتها، على قضية لا دخل لها فيها.. فهي شأن أممي، وإن شئت قلت: هو شأن مغربي إسباني والإسبان قالوا قولهم وفصلوا في الأمر أن الصحراء مغربية.. في رهان على قضية وهمية فاشلة صرفوا عليها أكثر من 500 مليار دولار.. في رهان على قضية فاشلة.. أضاعوا فيها نصف قرن من الجهد والمعارك والتسليح.. كان حري أن يُوَجه في مجال التنمية.. وتنويع الاقتصاد والصحة والتعليم ووو
فهل يعتبر ذكور الجزائر.. وإناثها فيغيروا ما بأنفسهم عسى يغير الله أحوالهم؟ أم يستمروا في الاهتمام.. إلى حد الهيستيريا.. بالمروك المروك المروك، الصحراء الغربية الغربية الغربية، الملك والملكية والملوك والمملكة ؟؟؟