تمغربيت:
إذا كان الإسلام قد حارب العنصرية منذ أكثر من 14 قرنا، فأسس لقاعدة : “إنا كرمنا بني آدم ..” وقاعدة: “لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى” .. وهناك قاعدة: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” .. وقاعدة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟” إلخ.
فهذا الجانب المشرق من التعليمات الربانية التي تعكس فلسفة الإسلام في المجال السلوكي والأخلاقي والإنساني.. يكذبه واقع المسلمين أو جزء كبير من المسلمين، حيث تنتشر بينهم آفات العنصرية والفجور والعنف.. سواء فيما بينهم كمسلمين أو في وجه شعوب وأعراق أخرى ..
مثال تركيا
منصات التواصل تعج بمقاطع بالمئات، كثر تداولها بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة، لظواهر العنصرية والاعتداءات اللفظية والجسدية من طرف الأتراك.. ضد شعوب أخرى (عربية في غالبها)، في تمييز واضح وعنصرية وجاهلية تمس العرق أو اللون أو الجنس إلخ
ولعل مثال تركيا مثال صادم أخرج أردوغان نفسه ليتكلم في شأنه، معترفا بهذه المعضلة الأخلاقية ضد العرب: فمِن مقاطع وصور ومنشورات تصف العرب بالكلاب وتأمرهم بالرحيل.. إلى مقاطع ضرب ضد خليجيين ومصريين.. وَصَل بهجوم جماعي على كويتي أعزل إلى ضربه حتى الإغماء ..
فهل هؤلاء مسلمون؟ لا والله ! والقصد ليس نعت المسلم هنا ما يفيد خلاف الكافر.. بل القصد تمثل الإسلام في المعاملات والأخلاق والسلوك بحيث تكون سلوكات المسلم نابعة من روح وفلسفة الإسلام.. وانعكاس لتعاليم وتشريعات الإسلام السمحة.
مثال فلسطين
في مقاطع كثيرة، آخرها مقطع الأخت التونسية المسلمة، التي تقوم بزيارة المسجد الأقصى المبارك، التي يتم التنمر عليها من طرف فلسطيني باللفظ والطرد والتصوير.. بشكل منحط بل ينتمي للجاهلية الأولى، خصوصا أنه ينعتها بالمشي مع اليهود !.. فيتهمها وشعب تونس وبلاد تونس كلهم بالمشي مع اليهود والتعامل مع اليهود ووو.. مع أن التونسية الكريمة تزور مسجد الله المبارك وأول القبلتين وثالث الحرمين، الذي جعله الله مباركا لجميع المسلمين وليس للفلسطينيين خاصة،.. فهذا المسجد ليس فلسطينيا بالمعنى الحديث لمفهوم “الدولة الوطنية” مع أن فلسطين حاليا ليست بدولة ولا تتمتع باعتراف أممي أصلا؛ فهي سلطة لا غير !!!
فهل يا ترى سمعنا بسعودي ينعت البيت الحرام أنه سعودي وجنسيته سعودية؟.. هل منع سعودي أو سلطة سعودية أحدا من الحج أو العمرة أو مجرد زيارة لبيت الله الحرام أو مقام رسول الله ؟ لا والله.. فالكعبة بيت الله كما هو القدس بيت الله وليس بيتا فلسطينيا ..
ما هذه الجاهلية؟ والعنصرية المقيتة التي وصل إليها هؤلاء؟.. باسم القدس فوق كل هذا ! وباسم “الكضية” !
أجداده منهم من هرب ومنهم من باع أرضه لليهود ومازالوا إلى يومنا يبيعون أراضيهم لليهود.. لكنه لا يستحيي أن يصف العرب بالصهاينة !
فلسطين أول مطبع مع إسرائيل
سلطته طبعت مع إسرائيل واعترفت بها منذ 1993.. وأقامت اتفاقيات تجارية وجمركية بل وأمنية واستخباراتية مع إسرائيل.. ويطلب قبول إسرائيل لتشغيله في الداخل الإسرائيلي، وينتظر الأشهر لقبوله.. فيكون أسعد الخلق إن تفضلت إسرائيل عليه فقبلت به.. ثم يشتغل في إسرائيل مقابل العملة الإسرائيلية بل يبني المستوطنات الإسرائيلية بسواعده.. ثم يلعن العرب دولا وأنظمة وأفرادا.. وتصل به الوقاحة والدناءة ليطرد امرأة كريمة زائرة لبيت الله (القدس الشريف) وينعتها وتونس والتوانسة بالصهاينة !
في هذا المقام، لا أجد أفضل من عرض تعليق الكاتب الكويتي نواف مسفر بن هلال عن المقطع الفلسطيني حيث علق قائلا.. “فلسطينيون يطردون امرأة تونسية من المسجد الاقصى ويقولون انها تمشي مع اليهود.. هل المسجد الاقصى مسجل باسمهم ؟! وهل عندما يأتي الفلسطيني إلى مكة المكرمة.. يتم طرده وتصويره ويقولون له انتم تعملون في الجيش الاسرائيلي وتتحملون جنسيتهم، وبعتم أراضيكم وقضيتكم ؟”