تمغربيت:
لا شك أن المغرب بدء استراتيجية جديدة ومتكاملة ابتداء من 2016 في مقاربته للقارة الإفريقية من جهة.. وفي مسعاه لتحقيق مكتسبات على أرض الواقع في ملف الصحراء الغربية المغربية بنهج دبلوماسية فتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة الشريفة..
الأمران نجح فيهما رهان الاستراتيجية الملكية والدبلوماسية الخارجية المغربية بشكل واضح.. صدم الجزائر “فدرالية تندوف الوهمية”..
المغرب والقوة الناعمة
فقد شكل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، كما شكل الموقف القديم الجديد لإسبانيا القاضي بدعم المقترح المغربي.. والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، منعطفا حاسما في تحريك الملف لصالح المغرب بشكل واضح.. ثم ما تلاه من الاعتراف الألماني الوازن رفقة دول أوربية، وإفريقية وعربية ولاتينية أمريكية (معقل أنصار البوليساريو سابقا)..
دبلوماسية القنصليات
لقد شكل افتتاح القنصليات (أكثر من 30 قنصلية) بالعيون والداخلة، نجاحا دبلوماسيا صدم الجزائر بشكل أفقدها التوازن والتركيز.. فالبلاد النفطية خسرت قرابة نصف قرن من ومن التنمية، وأكثر من 500 مليار دولار لتصل في آخر المطاف إلى نتيجة الأصفار والفشل الذريع.. خصوصا أن البلد يعرف أزمة سياسية وانهيارا اقتصاديا مع تقلبات أثمنة المحروقات.. التي لا تملك الجزائر سواها، فمدة 62 سنة عن انفصالها عن فرنسا، لم تسعفها لبناء اقتصاد متنوع.. فلا صناعة ولا فلاحة ولا سياحة ولا خدمات ببلد “المليون ونصف مليون موقع افتراضي” !
الأمر لا يتوقف عند هذه الانتصارات مقابل فشل الجزائر نهائيا أمامها.. فالمعادلة الملكية للأمور (البعد الإفريقي للمملكة.. وإنهاء ملف الصحراء على المستوى السياسي) طرحت استراتيجية ودبلوماسية مغربية.. تروم “طرد فدرالية تندوف الوهمية من منظمة الاتحاد الافريقي”.. وبالتالي محوها من المنظمة الوحيدة التي تتواجد بها على إثر خطئ تاريخي في زمن الأخطاء والرشاوي والدكتاتوريات بإفريقيا (1984).. أمر أصبح قريبا مع تنامي الاعترافات بمغربية الصحراء من كل القارات..
ففدرالية تندوف وهمية لا تتوفر على أدنى شروط دولة: (لا حدود ولا عملة ولا سيادة ولا جواز سفر ولاولاولا).. وهمية غير معترف بها حتى مغاربيا يا ناس !، ولا عربيا في الجامعة العربية ولا في منظمة التعاون الإسلامي ولا في الأمم المتحدة إلخ.. كيان تلعب به الجزائر لأغراض سياسية لا غير.. فكيف سمحت منظمة من قيمة الاتحاد الإفريقي.. التي تمثل الدول ذات سيادة بضم جبهات انفصالية لا تتوفر على اعتراف دولي بها ولا سيادة لها؟ ! كيف سمحت بضم جبهة لم تقرر مصيرها بعد.. ولم تجر استفتاء بعد باعترافها واعتراف صنيعتها الجزائر، وبالتالي لا مصير لها بعد !؟
لاشك أن رجوع المغرب إلى بيته الإفريقي عام 2017، كان من أهدافه بدون أدنى شك، إعادة الأمور إلى ماكانت عليه قبل 1984.. وبالتالي لم يتبق الكثير من المسافات ليتحقق هذا الهدف الاستراتيجي الملِح في الظرف الراهن.