تمغربيت:
السوشيال ميديا أصبح لها دور موازي للصحافة في التدقيق في أخطائها وفضحها. ففي السابق، كانت وسائل الإعلام التقليدية هي المصدر الرئيسي للمعلومات، وكانت الدول تستغل هذه الميزة لنشر دعايتها والدعاية المضللة. ولكن مع ظهور السوشيال ميديا، أصبح من الممكن للجمهور الوصول إلى المعلومات من مصادر متعددة، مما يصعب عليها حاليا السيطرة على رواية القصص.. وهذه بعض الأمثلة على دور السوشيال ميديا في فضح دعاية الدول المتخلفة.
فضيحة قناة أوكرانية نشرت صورة مزيفة لحضور غفير في اجتماع الأمم المتحدة
من أغرب الحالات التي حدثت موازاة مع الدورة 78 من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضيحة إعلامية لاقت سخرية على نطاق واسع، في مواقع التواصل الاجتماعي، كما لاقت أرقام تبون الخيالية هستيريا من الضحك على المستوى العربي .. ذلك أن قناة أوكرانية تلاعبت بالصور المتعلقة بخطاب زيلينسكي، الذي نشرته حيث أدخلت عليه من خلال عملية المونتاج صورا قديمة.. لحضور غفير بمقر اجتماع الأمم المتحدة، من أجل إبراز مكانة الرئيس الأوكراني على المستوى الدولي..
إلا أن الجمهور اندهش حين تابع وجوه الحضور.. فكان بينهم زيلينسكي نفسه، وهو جالس يستمع لزيلينسكي الذي يخطب على المنصة ! الأمر الذي أدى إلى موجة من السخرية على القناة.. والبروباغندا البائسة التي تحاول التلميع في زمن الأنترنيت، الذي لا يفوت أي لقطة أو كلمة إلا سجلها وردها في وجوه أصحابها..
محاولة القناة الجزائرية الرسمية تبرير الفراغ، الذي عرفته القاعة عند صعود فخامة الرايس هووك
في هذه الدورة أيضا، ولأن كلمة فخامة الرايس هووك أثارت موجة من السخرية بالمغرب والمشرق العربي.. حاولت القناة الجزائرية الرسمية تبرير الفراغ، الذي عرفته القاعة عند صعود فخامة الرايس إلى المنصة لإلقاء خطاب المليار و300 مليون.. عوض التطرق لمضمون الخطاب الهزيل الذي لم ينتبه إليه الإعلام الدولي بتاتا.
زوجة ماكرون بفستان يشبه العباءة، التي حضرها زوجها في مدارس فرنسا “العلمانية”
السوشيال ميديا كانت حاضرة بقوة في تغطية زيارة ملك وملكة بريطانيا لفرنسا أيضا، وقد أثارت صورة الملكة كاميليا وزوجة ماكرون.. التي حاولت أن تتناغم في طريقة لبسها مع لباس وفساتين الملكات (الطويل)، المشابه عندنا ب”العباية”، لغطا وتساؤلات وسخرية أيضا.. كونه يتزامن ويناقض في نفس الوقت القرارات الماكرونية بمنع لبس العباية أو اللباس الطويل في مدارس الجمهورية الماكرونية الفرنسية، لمخالفته، حسب منطقه الأعور، مبادئ العلمانية..
السوشيال ميديا أداة قوة
وهذا يدفعنا للإقرار بأن السوشيال ميديا أصبح له دور مواز للصحافة.. بإمكانه التدقيق في أخطائها وفضحها، ولم تبقى سوى بعض الدول المتخلفة.. التي ما زالت تمارس بروباغندا زمن الحرب الباردة.. في شكل بئيس تجاوزه العصر وعلى رأسها الزازاير،
ومن نتائج هذا الدور الذي أصبحت تضطلع به منصات التواصل الاجتماعي تراجع تأثير دعاية الدول المتخلفة، حيث أصبح من الصعب على هذه الدول إقناع الجمهور بخطابها.. في ظل تزايد وعي الجمهور بالتحديات التي تواجهها هذه الدول، حيث أصبحت هذه التحديات أكثر وضوحًا وسهولة في الوصول إليها.. الأمر الذي يشير إلى زيادة الضغط على هذه الدول للتغيير، حيث أصبح الجمهور يطالب بمزيد من الشفافية والمسؤولية والالتزام مع احترام وعي الشعوب.