تمغربيت:
أصبح من المعلوم منذ أيام، أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أبقيا على التاريخ المقرر مسبقا لاجتماع مراكش الدولي: أيام (9 إلى 15 أكتوبر 2023)، رغم حادث زلزال الحوز الذي مس مراكش أيضا.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مصداقية الدولة المغربية بمؤسساتها وحكامتها الجيدة في الإدارة والتنظيم والتسيير، في السلم والرخاء كما في الفواجع والكوارث.. وتدل أيضا على الثقة الكبيرة والسمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة الشريفة وسط المنتظم الدولي.. كما يدل أيضا على تآزر دول العالم الحر والمنظمات الدولية مع المملكة المغربية الشريفة.. الأمر الذي لا يتأتى لمن هب ودب من هوام ودواب، ممن يطلقون على أنفسهم (أنظمة ودولا وقوى عظمى…..ضاربة).
وحينما تهب أكثر من 70 دولة لمساعدة المغرب في فاجعته دون طلب من المغرب.. ولا يقبل منها سوى بضع مساعدات (على المستوى اللوجيستي فقط) فالأمر يعني الكثير سواء بخصوص قوة دولة المؤسسات أو عظم تلاحم الشعب/الأمة بينها وبين قيادتها وفيما بينها ..
ثم شاهدنا في أزمة كورونا كيف كان ينتقد مسؤولوا وبرلمانيوا ألمانيا وفرنسا وإنجلترا سلطاتهم بضربهم لمثال المغرب ونجاحه في تطويق الأزمة بسرعة ونجاعة لم تَرقَ إليها دولهم العظمى ! وتابعنا كيف أشاد رؤساء وملوك دول متقدمة.. وأكاديميون وخبراء وصحافة دولية بإرادة وقدرة السلطات المغربية.. بقيادة ملكية حكيمة، تطويق آثار الزلزال بنجاعة وسرعة قل نظيرها فكان في مستوى المواجهة.. فحقيق وحق على المغاربة أن يرفعوا رؤوسهم فخرا لكونهم يمثلون “دولة أمة حديثة “بإمكانها جعل المِحَن مِنَحا ًوالكوارثِ فُرصاً، لاستمرار الاستراتيجيات المسطرة دونما هرج ومرج.
إشادة من بايدن برزانة الملك محمد السادس في التعامل مع زلزال الحوز
أما مهاتفة بايدن للملك محمد السادس.. وإعرابه عن إعجابه بتدخل المؤسسات المغربية (مدنية وعسكرية)، بكل حكمة ونجاعة وسرعة.. دونما حاجة لكل طلبات الدول الكبرى التي هبت لمساعدة المملكة المغربية.. فهذه قصة تحكي بين صورها الكثير من المعاني لعل أبرزها أن المغرب قوة إقليمية “قادَّ بشغُلها”، ماشي بحال القوة الضاربة فالخوا.. التي لا تجد لشعبها حتى اللوبيا والعدس في فصل الصيف، ولا أبسط المواد الغذائية الأساسية وتتبجح بشعرات كبيرة عليها بزااااف..
ثم .. أن يصرح بيدرو سانشيز في عز الفاجعة بالمغرب، وما صاحبه من تدخل سريع وناجع من طرف المؤسسات المغربية؛ المدنية منها والعسكرية، بشكل مذهل.. على أن الملف المشترك (الإسباني المغربي البرتغالي) لمشروع الترشيح المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، مشروع قوي سيساهم بشكل مباشر في تنمية تربط بين قارتين.. ومستقبل قارتين، فهذا له دلالاته القوية على وقوف المغرب قويا شامخا رغم الكارثة. وكأن لسان حال “المتادور الإسباني” يقول أن إسبانيا لها الثقة التامة في قوة المغرب لإنجاز الأجزاء المسؤول عنها ضمن هذا المشروع الثلاثي.. وأن المملكة أثبتت في عدة محطات قدرتها على امتصاص الأزمات بسرعة والنهوض وكأن شيئا لم يقع..
كل ما سلف وأكثر، لدليل آخر، كما شرحه الدكتور الخومسي يوما، بأن الدول والإمبراطوريات والحضارات العتيقة.. التي لها تاريخ عتيق، تنهض بعد سباتها بسرعة لا يستطيعها غيرها؛ (وضرب في هذا السياق مثال الصين واليابان والمملكة الشريفة …)، لأنها وشعوبها وقياداتها تملك من المقومات المتراكمة عبر التاريخ.. ما يؤهلها للنهوض من جديد.
وأخيرا أختم بما أستشهد به دوما في مقالاتي، ويسميه الكثير من المثقفين المغاربة؛ ب”الفرادة المغربية”.. و”النبوغ المغربي” وا”لنموذج/الموديل المغربي”.. الذي يجعل حسادنا مرضى بعقدة المغرب ومتلازمة المغرب !