تمغربيت:
لم يأتينا من جغرافيا الجوار إلا الشر والمشاكل منذ قرون وقرون.. ولم يختلف الأمر بين الاستعمار التركي والاستعمار الفرنسي، حيث كانت هذه الجغرافيا مصدرا لدخول المستعمر والخيانة والدعارة وجميع أنواع الدسائس والخبائث.
ويمكن القول أن العنصر الجزائري كان دائما تلك الأداة التي تم استعمالها من أجل استهداف المغرب.. ولا نعلم مصدر هذا الحقد الدفين الذي دفع أهالي جغرافيا الجزائري إلى القبول باستهداف من هم (المفروض) إخوانهم في الدين واللغة واللسان.
في هذا السياق، نعود إلى أزيد من قرن من الزمان.. ونقرأ مقالة نشرتها جريدة Le Petit Journal الفرنسية في عدد الصادر بتاريخ 27 ماي 1906.. حيث تناولت ظاهرة الجواسيس الجزائريين الذين يشتغلون مع المستعمر الفرنسي.. وكيف كان المغاربة يتعاملون معهم، على اعتبار أنهم يكرهون الخيانة والغدر، وهي الصفات التي تميز بها الخلق الذين يساكنوننا في الجوار.
عقاب المغاربة الصارم مع الخونة الجزائريين
عنوان المقالة “كيف ينتقمون ممن يدعي أنه مغربي.. يربطون جزائري بالمدفع”.. ويبدو من خلال الصورة طريقة الانتقام من أحد الجزائريين الذي ادعى بأنه مغربي.. قبل أن يكتشف المغاربة بأنه جاسوس يشتغل مع الفرنسيين الذي كانوا قد بدأوا التغلغل في تراب الإمبراطورية الشريفة.
العقاب لم يكن فيه تهاون أو شفقة، بل يتم ربط الجاسوس بالمدفع ويتم إطلاق القذيفة فيتحول جسد العميل إلى أشلاء غير قابلة للجمع.. وهذا جزاء الخونة، وتلكم هي جغرافيا الجوار التي لا يأتي ولا يمكن أن يأتي منها خير.