تمغربيت:
في رده المباشر على تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا “الكاذب”، لإحدى القنوات الإخبارية الفرنسية (LCI).. عن “برمجة زيارة للرئيس ماكرون إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس”. أعلن المغرب، عبر “مصدر حكومي رسمي”، (حيث لم يكلف السيد بوريطة وزير الخارجية المغربي نفسه عناء الرد).. أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط “ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”.. ضمن أي جدول أو برنامج أو نشاط، ملكيا كان أو وزاريا..
قراءة المحللين
هذا الأمر اعتبره المراقبون والمحللون رفضا صريحا، بل وتجديد رفض من طرف المملكة المغربية، لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. في ظل عدم تخطي الخلافات الثنائية، وأبرزها التعنت الفرنسي في مسألة الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء.. تماشيا مع مواقف دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا.
ذلك أن هذا الرفض ييُذكِّرنا بنفس الرفض الذي حدث في العام الماضي، عندما أعلن ماكرون عن عزمه زيارة إلى المغرب في أكتوبر 2022، في الوقت الذي نفت فيه الرباط أي زيارة مرتقبة له.. والجدير بالذكر أن ماكرون لم يحل بالمغرب إلى غاية اليوم، بالرغم من أن تقارير إعلامية كانت قد أشارت إلى تأجيل الزيارة إلى يناير ثم إلى مارس من 2023.
ويبدو أن السبب الرئيسي للأزمة وفق العديد من المتتبعين للقضايا الثنائية، يرجع بالأساس إلى قضية الصحراء، حيث تشترط الرباط من فرنسا الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على الصحراء.. في حين تصر باريس على موقفها الضبابي الذي لم يعد يجدي صدى له في المملكة.. خصوصا بعدما جعل جلالته من ملف الصحراء، نظارة تنظر بها المملكة لصدق الصداقات ونجاعة الشراكات.
في نفس السياق، سبق وأن فسر الكاتب الطاهر بن جلون “هذا التعنت الفرنسي إلى خوف إيمانويل ماكرون من ردة فعل الجزائر، في حالة إذا أعلنت باريس عن دعمها الكامل لسيادة المغرب على الصحراء”، مضيفا: “بالرغم من هذا التخوف من رد فعل الجزائر.. فإن فرنسا لن تجنيَ أي شيء من علاقاتها مع الأخيرة.. وبالتالي فإن السياسة الاحترازية التي يقوم بها ماكرون لن تفيده أكثر مما ستتسبب في خسارته للمغرب أيضا”.
هذا وإلى جانب المشاكل الديبلوماسية فإن فرنسا الماكرونية تعيش أوضاعا سيئة للغاية في علاقاتها مع عدد من الدول الإفريقية، الراغبة في التخلص من التبعية لفرنسا : دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر وبوروندي إلخ.. الأمر الذي يزيد من تعميق أزمات ماكرون وسياسته التي يصفها الكثير من الفرنسيين بـ”الفاشلة”.
ونختم باليقين: المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ولن يضغط المغرب على فرنسا من أجل الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية التي حررها منذ 1975.. ففرنسا لا تكبر شأنا عن ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية..