تمغربيت:
رغم هول الكارثة وحجم الشهداء والمصابين الذين خلفتهم الفاجعة في المغرب إلا أن الحياة بدأت تدريجيا تعود إلى طبيعتها.. وذلك بعد الوصول إلى جميع الدواوير المتضررة وفتح جميع الطرق المعبدة وكل هذا تم تتويجه بقرارات ملكية سامية لتسريع إعادة إعمار هذه المناطق والتكفل باليتامى.. وأيضا تقديم تعويضات مهمة للمواطنين من أجل إعادة بناء المنازل التي هُدمت كليا أو جزئيا جراء زلزال المغرب.
الواقع شرق الجدار
هذا هو واقع الحال عندنا بعد زلزال المغرب، أما ما يقع داخل ما يسمى بجغرافيا الجزائر فلا يمكن مقارنته بفاجعة الحوز.. أو الأضرار التي تعرضت لها مراكش او شيشاوة أو تارودانت وورززات وأزيلال. ذلك أن الجزائر قد سبق لها ان تعرضت لزلزال ضربها سنة 1962م.. وأتى على أزيد من ألف شخص قتلهم هواري بومدين بدم بارد.
الهزات الارتدادية
ثم جاء زلزال 1965 عندما انقلب بومدين على بن بلة وركز جميع السلطات بين يديه.. وجعل الشعب الجزائري في ذيل قائمة اهتماماته. ثم مات بومدين وجاء الشاذلي بن جديد والهزات الارتدادية تتوالى على الشعب الجزائري الذي عاش على وقع هزة عنيفة خريف 1988 ذهب ضحيتها أزيد من 800 شخص.. ليأتي الزلزال الأعظم ويضرب الجزائر من سنة 1992 ويستمر إلى غاية 2002م موديا بحياة ربع مليون جزائري.
ولايزال الشعب الجزائري يعيش إلى اليوم على وقع الهزات الارتدادية التي خلفت حرائق ضخمة في منطقة القبايل المحتلة.. وتسببت في طوابير طويلة في جميع ربوع المقاطعة الفرنسية، ولم تنفع عائدات النفط والغاز في التخفيف من آثار هذه الزلازل والهزات.. لأن ريعها يخصص لجيوب العسكر وليس لأفواه الجوعى من المواطنين الجزائريين البسطاء والذين لا حول لهم ولا قوة.
ولا يسعنا أمام هذا المصاب الجلل.. الذي أصاب الجيران في الجزائر منذ أزيد من 61 سنة، إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يرفع عنهم البلاء ويخفف عنهم المصاب.. ويعجل برحيل الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ويحرر القوم من نير نظام استعبد شعبه بطريقة تجاوزت بكثير استعباد فرعون لقومه، وصدق المولى عز وجل حين قال “وأضل فرعون قومه وما هدى”