تمغربيت:
في الوقت الذي ترمي فيه الجزائر وتونس بالمهاجرين الأفارقة في الصحاري، بشكل وحشي لا إنساني.. يتعامل المغرب والمغاربة مع المهاجرين الأفارقة وغيرهم بشكل مختلف تماما..
حول هذا الموضوع، أعدت قناة “دوتشي فيلي D.W” الألمانية تقريرا عنونته ب: جاء في التقرير أن “سيارة “فان” صغيرة في طريقها إلى المغرب تنقل البضائع والأشخاص على طول الطريق من روسو (على الحدود بين السنغال وموريتانيا) إلى نواكشوط. وتغادر الحافلات الصغيرة داكار عدة مرات في الأسبوع وتسير على طول الساحل إلى الدار البيضاء، قاطعة مسافة 3000 كليومتر ذهابًا وإيابًا. من هنا يبدأ العديد من المهاجرين، بما في ذلك السنغاليون، رحلتهم إلى البحر الأبيض المتوسط من هنا أو يقومون بأعمال تجارية على طول الطريق.”
الجالية السنغالية.. جد منظمة
“تعد الجالية السنغالية، وهي أكبر جالية للمهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى وما زالت تكبر، منظمة بشكل جيد.. خاصة في المراكز الحضرية مثل مدينة مراكش السياحية. هنا، من السهل ممارسة تجارة الشوارع (أو تجارة الأرصفة) كعمل أول.. “.
ففي المغرب.. “هناك قدر معين من التسامح مع المهاجرين الذين انتهت مدة تأشيراتهم.. ما يفيد الصناعات التي توظف أعدادا كبيرة من العمال غير المسجلين بتكلفة منخفضة.”
وتشير التقارير إلى وجود ما بين 70 ألف إلى 200 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى في المغرب.. والعديد منهم وصلوا بشكل غير نظامي منذ سنوات ويخططون للعبور إلى أوروبا. لكن سياسة بروكسل المتمثلة في تشديد الحدود الخارجية جعلت من الصعب عليهم العبور. ويبدو المغرب أكثر ترحيبًا،
تابع التقرير عينات من المهاجرين اندمجوا في التجارة أو الشغل داخل المغرب :
– بعد العمل الشاق في العديد من الوظائف ذات الأجر المنخفض في جميع أنحاء المغرب.. وجد عمر باي عملًا كطاهٍ في مطعم بأغادير.
– يعمل باباكر ديوماندي منذ سنوات في مركز اتصال بمراكش. وهو الآن يقود فريقًا صغيرًا لشركة تجارية. ويعمل آلاف المهاجرين في مراكز الاتصال..
– يدير محمد الشيخ موقف سيارات في ضواحي مراكش. حصل على تصريح الإقامة مبكرًا لأنه تزوج من مغربية.
– افتتح يحيى عيدارا مطعمًا ومشروعًا تجاريًا في مراكش لاستيراد المنتجات من السنغال. ويقول إن لديه العديد من الأصدقاء المغاربة اليوم..
الحرية بالمغرب ساعدت في عملية الاندماج
ومجال الحرية في المغرب أتاح للمهاجرين تنظيم أنفسهم في إطار المجتمع المدني.. مثل جمعية السنغاليين في المغرب (ARSEREM)التي تساعد أعضاء الجمعية والشبكات الدينية، في العثور على السكن وفهم الإجراءات الإدارية والحصول على الخدمات الأساسية. الجمعية لديها 3000 عضو. تضم جماعة المريدين الصوفية السنغالية 500 عضو في مراكش وحدها.
أكثر من هذا.. تُلقب إحدى مناطق سوق المدينة بالدار البيضاء بـ “marché sénégalais” (السوق السنغالية) بسبب كثرة تجارها السنغاليين.
وبسبب الزيادة في أعداد المهاجرين المستقرين في المغرب، أعادت الرباط التفكير في استراتيجيات الاندماج. فمنذ عام 2014، حيث قامت بتسوية الوضعية لأزيد من 50 ألف أجنبي بالحصول على تصاريح إقامة. وفي عام 2018، أطلق الاتحاد الإفريقي على المغرب لقب “البطل الإفريقي للهجرة”.
ومع كل هذه الجهود، يحتاج المهاجرون إلى المزيد من الدعم؛ فما بين عامي 2014 و2022، خصص الاتحاد الأوروبي 2.1 مليار يورو (2.2 مليار دولار) من أموال التعاون للمغرب لتعزيز حدوده وإدارة الهجرة. ومع ذلك، فإن الإطار القانوني للهجرة في البلاد لا يزال يعتمد على قانون مكافحة الإرهاب لعام 2003 ويفتقر إلى الأموال اللازمة لسياسات الاندماج.
أخيرا يقول التقرير: بدلًا من اتخاذه نقطة عبور إلى أوروبا.. أصبح المغرب بلد استقرار للعديد من المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى. ورغم أن كثيرين ما زالوا يحلمون بالوصول إلى أوروبا، إلا أن بعضهم قرر البقاء.