تمغربيت:
المستحيل ليس مغربيا
ماذا يعني لنا ولمحيطنا الإقليمي والعربي وللعالم الفوز المستحيل للبؤات الأطلس بالمشاركة لأول مرة.. كمنتخب عربي نسوي لبطولة العالم وللصعود الشبه مستحيل للدور الثاني ؟
فمن شبه المستحيل أن يشارك منتخب ما.. رجاليا كان أو نسويا، لأول مرة في المونديال ويصعد في أول تجربة له إلى الدور الثاني.. وبالتالي هذا يعني أن المستحيل ليس مغربيا، تماما كما فعل أسود الأطلس رجال، للوصول إلى المربع الذهبي.
وهذا يعني أن المغربيات “حقانيات” يمكن أن يَسقطن في مباراة أو جولة.. لكنهن لا يسقطن في الامتحان بل ينتفضن وينهضن ثم ينجحن. وهذا يعني أن المغربيات “حادكات” كما نقول بالعامية المغربية.. فالمرأة المغربية كما هي حادكة في المنزل كأم وأخت أو كزوجة، فهي حادكة في عملها ووظيفتها وهي حادكة في الرياضة والدراسة..إلخ
الحداكة ماركة مغربية
والحداكة بالعامية هي الجدية والإتقان بالعربية.. الجدية التي تكلم عنها جلالة الملك قبل أيام فقط.. فالعمل شيء جميل، لكن المطلوب فيه هو الجدية والحداكة.. لكي يُمَكن المغاربة من الريادة..
وهذا يعني أن تمغربيت فدم المغاربة والمغربيات على حد سواء.. وهو تكريس للنهضة الرياضية عموما والنهضة الكروية على وجه الخصوص بعد كل ما حققه أسود الأطلس بمونديال 2022.. وهذا يعني أن أجزاء مهمة من التاريخ المعاصر يكتب ببصمة تمغربيت.
إنه المغرب يا سادة..
إنجاز يترجم أن المغرب لا يتوسل (لرياضة ونجاح المرأة) لإلهاء الشعب.. بل هذا الانتصار الشبه مستحيل وهذا النجاح، جاء تتويجا لنظرة واستراتيجية ملكية تدخل في إطار استراتيجية تنمية البلاد وتكريم العباد الشاملة في كل الميادين.. فنجاح الرجال والإناث رياضيا وظهور لقجع وأكاديمية محمد السادس والبنية الرياضية العالية الجودة في الواجهة الرياضية.. تجد مثله في التصنيع وواجهته صناعة السيارات وامتلاك تكنولوجيا صناعة الطائرات والصناعات الغذائية والتحويلية.. وتجده في المجال السياحي الذي سيقفز هذا العام إلى 14 مليون سائح.. وستجده في التجارة بحيث ترتبط المملكة تجاريا بقرابة 80 دولة بأربع قارات.. وتجده في الدبلوماسية الخارجية، كما تجده في عدد من أوجه في الدبلوماسيات الناعمة، وتجده في قطاع الخدمات والبنيات التحتية واللوجيستية ..إلخ.
كما يدل على درس في التقدم والتطور الذي يعتمد على الإنسان: الرجل والمرأة على حد سواء.. فلا سبيل لتنمية سريعة وقوية في جميع المجالات، مع إقصاء لنصف المجتمع..
لقد أصبحت المرأة المغربية موضوعا إشادات واسعة للصحافة الأمريكية واللاتينية والأوربية والإفريقية وفخرا ومفخرة في الصحافة العربية..
وهذا إيفانتينو وقد فضل الحضور لمشاهدة مباراة المغرب ضد كولومبيا على أن يشاهد مباراة ألمانيا ضد كوريا الجنوبية.. ونزل إلى رقعة الملعب لكي يهنئ المغربيات وتحديدا اللاعبة المغربية المحجبة.. في إشارة ورسالة واضحة لأصحاب النموذج العلماني الفرنسي المتوحش والمتطرف في العلمانية (فرنسا مثلها مثل بلاد هوك تخلط بين الدين والرياضة والسياسة وووو).. إيفانتينو الذي قال (كل التهاني للمغرب الذي فاز في هذه المباراة وهو الآن ضمن الفرق ال 16 المتأهلة للدور المقبل بعد الهزيمة في المباراة الأولى مع ألمانيا.. يعتبر هذا إنجاز غير مسبوق”.
كما يعني أن المرأة المغربية تكتب حاليا التاريخ كما كتبته جداتهن عبر قرون.. فهاته الفتيات والنساء هن حفيدات خربوشة، والسيدة الحرة حاكمة تطوان، والزهراء الوطاسية حاكمة فاس، وخناثة بنت بكار أول وزيرة في تاريخ الدولة المغربية، وزينب النفزاوية زوجة مؤسس مراكش، و كنزة الإدريسية ووو… فهن دوما طلائع ورائدات كما كان الحال بالنسبة لجداتهن ذوات الكعب العالي والمعدن الصافي. ..