تمغربيت:
الداي حسين هو آخر دايات إيالة الجزائر العثمانية، ينحدر من مدينة أزمير التركية وليس جزائري كما سبقنا الإشارة في مقالة سابقة.. ولا يحمل أي حب أو مواطنة اتجاه جغرافيا الجزائر.. كما يدعي مؤرخ الحمير والبغال.. والتي لم تكن تعني له سوى أرض سيكحمها بناءا على فرمان يصدره السلطان العثماني.
السياق التاريخي
عرفت المرحلة مابين 1798 إلى 1805 عدة صراعات وفتن، حيث أطلق عليها “فترة الفوضى”.. فخلال هذه الفترة تولى حكم إيالة الجزائر 8 دايات قتل منهم 6.. وعرفت هذه المرحلة أيضا تدهور خطير.. حيث أصبحت كملة داي مرادفا للموت، وبات الدايات يتخوفون من تولي هذا المنصب.
في هذا السياق، لم يكن حسين باشا متحمسا لهذا المنصب، غير أنه اضطر إلى القبول مكرها كالكثير ممن سبقه.. ليتم تعيين الداي حسين التركي سنة 1818، كحاكم أو والي أو وزير على إيالة الجزائر العثمانية، بفرمان من الصدر الأعظم بعد أن خلف الداي عمر باشا والذي كان بدوره من أصول تركية.
تدهور وانحطاط
وعرفت إيالة الجزائر العثمانية تدهورا خطيرا مما عجل بقدوم القوات الفرنسية إلى سيدي فرج، وإخضاع الجزائر بعد مناوشات لم تتجاوز يوما واحدا.. ليعلن الداي حسين عن استسلامه وتسليم جغرافيا الجزائر بثمن زهيد.ومما يدعوا للإستغراب هو أن الداي حسين التركي، لم تكن له تلك المواطنة التي تكلم عنها التقني البيطري.. فمباشرة بعد بيعه للجزائر التمس من الفرنسسيين العيش في فرنسا.. فلم يقبل العيش في جغرافيا الجزائر، بل فضل العيش والموت في أرض إيطاليا.. بعدما رفضته فرنسا، فأين المواطنة هنا وعن أي سيادة تتكلم.