تمغربيت:
ما يهمني في قصة تمرد فاغنر ضد روسيا
لا يهمنا هنا مجرد الاهتمام وإبداء الرأي، بل تفسير وتحليل ما جرى ويجري بخصوص الحرب الأوكرانية الروسية.. وخصوصا الأحداث المتسارعة في اليومين الماضيين من تمرد فاغنر (الجيش المرتزق التابع لروسيا)، على النظام في موسكو.
ولعل ما يهمنا في “تمغربيت” هو فقط ما له اتصال وقرب وتمامثا مع ما يجري في محيط المغرب إقليميا.
السلاح الروسي.. بدون فائدة استراتيجية
في هذا السياق، أثبت السلاح الروسي المستعمل حصريا لدى الجيش الروسي (والذي تستعمل الجزائر ما هو أقل جودة منه) عدم فائدته.. وعدم جدواه وضعفه الواضح البَيِّنُ أمام السلاح الغربي المُقدَّم لأوكرانيا (والذي يمتلك المغرب أفضل منه).. فهذا هو الجانب الذي يهمنا أكثر في كل هذه القصة..
وإذا كان السلاح الروسي قد أثبت قبل هذه الحرب، في كل من ليبيا وسوريا وتحديدا في أرمينيا أنه فعلا مجرد خردة، أمام أسلحة غربية وإسرائيلية.. من بينها درونات إسرائيلية وتركية، يمتلكها المغرب ويمتلك أفضل منها.. فهذا يعني لنا أكثر..
الاستنتاج..
كل هذا يفسر لنا شيئا واحدا : يفسر لنا عدم قدرة الجزائر منذ عقود الانتقام لهزيمتها النكراء في حرب الرمال 1963.. ولا لهزيمتها في أمغالا واحد ولا لامغالا اثنين 1976.. أو حتى الرد على سيطرة الجيش المغربي على الكركرات 2021.. ولا سيطرته تحت إشراف المينورسو على كل المناطق العازلة بشكل تام، أو الانتقام لاستهداف الشاحنات الجزائرية بسائقيها لمرتين 2022-2023 (حسب زعم الجزائر)..
ولعل هذه المعطيات تُفسر القصة كاملة.. فالنظام العسكري الجزائري الحاكم والجيش الجزائري المقاتل.. يعرف جيدا أن التفوق العسكري المغربي الذي أثبته تاريخيا، وأثبتته أحداث وحروب ليبيا وسوريا وأرمينيا وأخيرا روسيا، بما لا يدع مجالا للشك أن المغرب هااارب عسكريا عليهم بعقود.. وأن بدايتهم لحرب أو مجرد مناوشات خفيفة يمكن أن تطيح بهم من السلطة بالمرة.. وهو الأمر الذي لم يستطع الجزائريون القيام به سواء أحزابا (الفيس مثلا) أوعبر الحراك الشعبي..
خطر الميليشيات..
ما يهمنا في قصة تمرد فاغنر على روسيا أوزعيم فاغنر على بوتين.. هو أن أي مرتزقة أوعصابة إرهابية تعتبر غولا نشأ صغيرا من طرف الراعي والعراب، ما يفتؤ يكبر ويكبر حتى يقوى ويصير عملاقا.. حينئذ يلتهم صاحبه، وهو فحوى ما قاله الراحل الحسن الثاني عن تنظيم البوليساريو الذي أنشأه بومدين والقدافي، حيث قال يوما أنه غول صغير سوف يترعرع ويكبر فيصبح غولا بإمكانه الالتهام صانعيه..
هذا ما يهمنا في القصة.. أن البوليساريو حاليا تستعمر أجزاء من التراب الذي تديره الجزائر ولا يستطيع نظام الجزائر فعل أي شيء حيال هذا الاحتلال.. بل حتى الشعب لا يمكنه تحرير هذه المناطق من قبضة المنظمة الإرهابية الدخيلة على الجزائر.. بل بإمكان هذا التنظيم أن يتوسع ليخلق له كيانا مستقلا، بعدما أغلقت أمامه كل السبل لتقسيم المغرب بعد خمسين سنة من العناء والجري وراء هذا الحلم المستحيل والسراب.. وبعد معايشته ومعاينته للانتصار الساحق الذي حققته الدبلوماسية المغربية في ملف استرجاع الصحراء الغربية المغربية..
ما يهمنا أن البوليساريو منظمة إرهابية يمكن للنظام الجزائري الاستعانة بها في أي وقت لقمع أي حراك أو تحرك جماهيري جزائري يستهدف النظام العسكري.. كما فعل نظام بشار مع حزب الله مستخدما إياه في ذبح الشعب السوري باسم الحسين.. مع أن بشار هنا يمثل زيدا وليس عليا ولا الحسين ولا آل لبيت.. لكنها السياسة والمصالح والإيديولوجيا..
كما يهمنا أن البوليساريو يمكنها التمرد، في أي وقت تحت أي ضغط أو ظرف، ضد النظام الذي أنشأها
وما يهمني أكثر هو أن الجزائر قابلة للقِسمة والتقسيم.. فحكومة فدرالية القبايل في المنفى تكبر وتضغط أكثر وتنشط أكثر.. وحركة تحرير جنوب الأزواد انتقلت لمرحلة حمل السلاح، بل قتل عشرات من الجنود الجزائريين في إيذان ببدء تشرذم وتمزق الجزائر إلى دويلات وربما تدخل أجنبي وووو
وما يهمنا أن الأمور تسير تماما كما سارت عليه الأمور في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.. لكن مع تواجد مرتزقة البوليساريو داخل التراب الجزائري فالأمر سيكون عنيفا جدا وسيهوي في وقت قياسي بالنظام العسكري الهش بالجزائر..