تمغربيت
الجزائر في الطريق نحو البلقنة
يبدو أن الجزائر تتجه عمليا للعودة إلى حالتها الطبيعية قبل دخول الفرنسيين سنة 1830م، أو قبل ذلك التاريخ.. على اعتبار أن منطقة مثل القبايل لم يسبق لها أن كانت خاضعة لأية سيادة أو سلطة سياسية على الإطلاق.
في نفس السياق، تفيد الوثائق التاريخية بأن منطقة الصحراء الكبرى لم تكن يوما ما خاضعة لكيان اسمه الجزائر.. والذي لم يتأسس على المقاس إلا سنة 1962م، حيث كانت جميع منطقة الصحراء أما تابعة للطوارق أو تونس أو ليبيا أو الإمبراطورية المغربية.
ويبدو أن الطموحات الاستقلالية جنوب الجزائر تقطع بأن النظام العسكري فشل في فرض سياسة الأمر الواقع.. رغم أنه استمات في شراء الولاءات في مقابل أموال النفط والغاز، بعيدا عن مقاربة تنموية قد تدفع ساكنة المنطقة إلى القبول بالوضع الحالي.. أو ينخرطوا، بشكل طوعي، في بنية الدولة الجديدة.
الجزائر في الطريق نحو البلقنة
لقد وقعت منطقة الصحراء الكبرى تحت رحمة وسيطرة القوات الفرنسية، والتي بدأت تتوغل في تلك الأراضي ابتداء من سنة 1848م.. لتساهم القدرات العسكرية لفرنسا في إخضاع مناطق شاسعة من تونس وليبيا والطوارق وأيضا الصحراء الشرقية المغربية.
ولعل ما يقع حاليا، من مواجهات مسلحة يقطع بأن التاريخ له منطقه.. وبأن الأطروحات الاستعمارية لا يمكن أن تجد طريقا إلى الاستمرار والنجاح.. خاصة وأن جل خيرات الجزائر النفطية والغازية مصدرها المناطق الصحراوية.. والتي ظلت، رغم خيراتها، تئن تحت وطأة الفقر والجوع والحرمان، وهو ما دفعها إلى الانتفاضة ضد جلاديها من أجل استرداد الحرية والكرامة وتدبير أمثل لثراوتها.