تمغربيت:
قراءة في زيارات تبون
بعدما أبانت زيارة تبون للبرتغال أن نظام العسكر بالجزائر لا يمتلك أية نظرة استراتيجية في بناء علاقاته الإقليمية تمكنه من خلق مكانة له تعكس قيمته وقوته (المفترضة) إقليميا.. أو على الأقل تمكنه من تسجيل حضوره وسط التوازنات الإقليمية، خصوصا أمام خصمه الأبدي (كما يراه من زاويته، والذي ليس بالضرورة هو موقف المملكة الشريفة الموسوم بمد يد المصالحة)..
وبعدما ظهر للعيان أنه مجرد نظام يستجيب أوتوماتيكيا لردات الفعل.. ردات فعل جعلته يتبع ويجري وراء الخطوات المتسارعة للدبلوماسية المغربية الناجحة.. عساه يلحق بها بَلْه يتمكن من حصارها أو إفشالها..
قراءة في زيارات تبون
وبعدما سجل الجميع عدم جدوى زيارة البرطقيز وفشلها التام حيث لم يأتي (عمي تبون) من لشبونة بأي اتفاقيات أو تعاقدات في مجالات الصناعة والفلاحة والسياحة مثلا مثلا.. كما فعلت الحكومة المغربية قبل زيارة فخامته بأسبوعين. حيث أبرم المسؤولون المغاربة والبرتغاليون على 12 اتفاقية في شتى المجالات أشرف عليها رئيسَي الحكومتين.. في خلقٍ ودفع لدينامية جديدة في العلاقات المغربية البرتغالية تحديدا في إطارها العام الإقليمي.. ستدفع إلى تغيير للتوازنات السياسية والاقتصادية والتجارية لصالح المغرب وحلفائه على المستوى الإقليمي، وتحديدا على مستوى غرب البحر المتوسط حيث أصبحت مؤشرات التقدم بين إسبانيا والمغرب والبرتغال تسجل أرقاما وإحصائيات إيجابية وغير مسبوقة.
وبعدما فشل النظام الجزائري عبر تلك الزيارة، التي كانت بدون معنى ولا عنوان، في انتزاع ولو جملة واحدة من الرئيس البرتغالي أو رئيس الوزراء أو أي مسؤول كان.. يُستَفاد منها إعادة البرتغال النظر في موقفها الأخير، الجديد والواضح وضوح الشمس في نهار جميل، لصالح وحدة المغرب الترابية..
ثم بعدما انتظر النظام العسكري الفاشل بكل المقاييس في صراعه ضد المغرب، السماح ولو مجرد السماح، لعمي تبون (الممثل المدني لعسكر الجزائر) بزيارة لفرنسا التي “أجلت – والحقيقة أنها قُبِرت ودُفِنت) 5 مرات.. وبعدما أجلت أيضا زيارة فخامته لروسيا الاتحادية وليس الفدرالية لعدة مناسبات..
أخيرا سمح القيصر الروسي “أبو تين” ابن إيميليانوف ابن براموزيتش ابن مولوتوف ابن تشومسكي.. السماح للمسكين” أبو تبون” ابن الجزائر الفقيرة ممثلا للعسكر البئيس، ابن يوقادوم ابن بوهراوة ابن بونيف ابن بوطاجين ابن أم حسن البوسبيرية.. أن يزور موسكو.
بعد كل هذه المحطا .. وكعادة النظام العسكري الفاشل وعادة ممثله المدني، يجعل من كل زيارة خارج الجزائر، محطة سخرية ومهزلة.. بحيث يتخذها المتابعون مناسبة للضحك والسخرية من عمي تبون (الله يديم عليه العهدة الثانية والثالثة والرابعة آمين).. فالرجل كلما ظهر في تقديمه لكلمة أو خطاب، بحضور الدب “أبو تين”.. إلا وظهرت عليه ملامح الارتباك والخوف والرجفة و(يا الخلعة اطلقي مني ي ي). والرجل كلما دخل مجال التاريخ والجغرافيا إلا و”رَوّنَ” كل شيء وخلط بين التواريخ والجغرافيات وأسماء الملوك والحكام ووو
فالاتحاد السوفييتي عنده هي روسيا والاتحاد الروسي أو روسيا الاتحادية تصبح عنده هي روسيا الفدرالية.. تبون أيضا يفضح تاريخ جغرافيا الجزائر الفتية التي لم تظهر كدولة قبل 1962.. ضاربا عرض الحائط التخطيط الممنهج الجديد لنظام الجزائر القاضي بتزوير التاريخ وسرقة تاريخ الأتراك ونسبته إلى وهم كان اسمه دولة الجزائر.. وسرقة تاريخ وتراث المملكة الشريفة وكتابته من جديد باسم وهم كان اسمه الجزائر إلخ إلخ.. ضاربا عرض الحائط كل ما جادت به موسوعات المؤرخين البيطريين والمؤرخين من رجال المطافئ والمؤرخين الرياضيين من تاريخ وهمي.
قراءة في زيارات تبون
بعد كل هذه المحطات، ذهب عمي تبون إلى روسيا متوسلا، لوضع الجزائر تحت عهد الحماية والانتداب الروسي.. طلبا لحماية الجزائر والنظام العسكري الجزائري، خارجيا وعسكريا.. ماحيا مقولات السيادة والاستقلالية التي كان يتغنى بها بلد ملايين الشوووهاااضااا والقوة الضاربة وبلابلابلا.. ومرجعا بذلك الجزائر إلى عهد وحكم القراصنة الأتراك وبعدهم حكم الفرانسيس واليوم حكم وانتداب الروس.
عمي تبون قدم الجزائر أو صورة الجزائر أمام “أبو تين” وأمام أنظار العالم على حقيقتها وحقيقة حجمها المذل والضعيف والصغير أيضا.. كما قدم حقيقة نظام الجزائر بشكله المهزوم حاليا، والذي لا يتقن سوى خطاب الشكاوى والندب واللطم و”حكرونا حكرونا”.. كل هذا من أجل بقاء العسكر في السلطة.. كل هذا لقطع الطريق أمام نجاحات الدبلوماسية والاقتصاد والسياسة المتبعة داخليا وخارجيا.. الذي تحرزه وتتمتع به المملكة المغربية : بقيادة النظام الملكي ومؤسسة القصر منذ أكثر من 12 قرنا، وكذا المسلسل الديمقراطي المتبع في المملكة الشريفة.
لقد أثبت نظام العسكر أنه حقا وحقيقة، مجرد نظام وظيفي في يد قوى خارجية.. تتقاسمها قرارات الإيليزي بباريس وقرارات الكرملين بموسكو. ومجرد أداة لأجندات إقليمية ودولية تستغل هشاشته وضعفه بل وحتى عدم درايته لأبسط أبجديات علوم السياسة الدولية والعلاقات الدولية والجيوبوليتيك ووو
فأما الشهداء فالله يرحمهم، وأما الأحرار فالله يثبتهم.. وأما الجزائر فنقول عنها “اذكروا أمواتكم بخير”