تمغربيت
سلاطين بنو مرين ودورهم في تأخير سقوط الأندلس والحفاظ على علومها
واقع الاندلس على عهد المرينيين..
منذ أن فتح البطل المغربي الجليل طارق بن زياد الأندلس، وهي تعرف عدة صراعات وحروب ومعارك طاحنة كادت أن تعصف بحكم المسلمين بالأندلس أكثر من مرة.. حيث كان مسلموا الأندلس كلما اشتد بهم الأمر استنجدوا بملوك المغرب، لاسيما في عصر المرابطين والموحدين.
وعلى نهجهم القويم صار بنو مرين الذين حافظوا على سُنة أسلافهم حاملين شارة الجهاد لحماية الأندلس.. باعتبارها جزء لايتجزأ من تاريخ المغرب الإسلامي المجيد.
بنو مرين وفضلهم في تأخير سقوط غرناطة..
لقد كان المرينيون يؤمنون بحتمية قيامهم بدور إيجابي وفعال في الأندلس.. فمن بين مزايا العصر المريني بالمغرب، أنهم استطاعوا من خلال قوة وهيبة سلاطينهم، أن يؤخروا كارثة سقوط الأندلس بنحو قرنين من الزمن على الأقل.. وخصوصا في عهد السلطان العظيم يعقوب المنصور المريني الذي عبر إلى الأندلس أربع مرات لإغاثة أهلها.. فساهم بذلك في إنقاذ غرناطة من الانهيار السريع أمام الضربات المتتالية لملوك قشتالة وأراغون.
ولهذا كان القشتاليون يدركون جيدا الدور المهم الذي يلعبه المغرب في نصرة الاندلس.. فكانوا يسعون في كل مرة الى عقد هدنة مباشرة مع ملوك المغرب، الذين كانوا يحملون على عاتقهم مسؤولية حماية الأندلس.
وكانت أبرز معاهدة أبرمها ملوك وسلاطين بني مرين مع نظرائهم القشتاليون، هي معاهدة السلطان المغربي يعقوب المنصور المريني مع سانتشو ملك قشتالة.. حيث لم يطالب السلطان المريني بهدنة أو الوقوف على خدمة في البلاط، بل طلب من خلالها تسليم مجموعة من الكتب القيمة والثمينة من مكتبات قرطبة وإشبيلية وغيرها.. ونقلها الى دار ملكهم بفاس وهو الأمر الذي حفظ تراث الأندلس من الضياع.