تمغربيت :
منذ أسبوع، ومواقع التواصل التي يتقاسمها المغاربة والجزايريون، تغلي غليانا، يُناقش فيها موضوع يدور حول التراث المغربي الأصيل العريق عراقة تاريخ الإمبراطورية المغربية.. والتقليد الجزائري الفاشل فشل أصحابه، والسرقة الموصوفة التي يمارسها هذا الشعب المفتقر للهوية والتاريخ، في وضح النهار ويوم مشمس في نهار جميل..
خلاها بونو.. حنا غي مقصرين
ذلك أن المغاربة كعادتهم، مقشبين ضاحكين ومساليين، على فاقدي المادة الرمادية. وهذه المرة، حاول المغاربة إقناع من يشتركون بعشرة رؤوس في عقل واحد.. بطريقتهم المدعومة دائما بالمصادر والوثائق مقدمين الحجج والبراهين.. أغلبها من عندهم ومن اعترافاتهم هم، الأمر الذي يصيب الهوكيين بالسعار وجنون البقر ومس الجن والعفاريت..
أغنية تنسف أكاذيب سنوات..
هذه المرة جاءهم المغاربة بكلمات إحدى الأغاني المشهورة جدا جدا في الجزائر.. كلمات كُتبت وأغنية نُسجت قبل 2014 بكثييييير.. وأديت قبل المخطط العسكري القاضي بخنشلة تراث وتاريخ المغاربة والمصريين والأتراك…إلخ.. الأمر يتعلق بأغنية جميلة ومشهورة في الجزائر والمغرب أيضا، أداها الفنان الشعبي (فنّ الشعبي بالجزائر) جعفري مراد، المتاحة على اليوتيوب بأدائه كما بأداء العديد من المغنيين الذين أعادوا غنائها.. وهي بعنوان “الهواوية منين جاك الصباط”.
هذه الأغنية تعد كلماتها وثيقة تاريخية تحكي على فترة زمنية بعينها، وعلى جغرافيا تجمع بين الشعبين.. ويحتك من خلالها الجزائريون شرقا والمغاربة غربا، فيتمكنون من التعامل التجاري والسياحي بل والمصاهرة فيما بينهم بشكل طبيعي جدا..
الأغنية تحكي، على شكل حوار بين “الهواوي” وحبيبته “الهواوية”.. فتلخص الكلمات تساؤلات الهواوي بخصوص الألبسة الجميلة التي اقتنتها الهواوية من صباط وشربيل وقفطان وخلخال ومقياس.. كونها جميلة ولا توجد بالجزائر حتى يسأل عنها طبعا (فلا يجوز السؤال عن ألبسة جزائرية تلبسها فتاة جزائرية، فهذا غباء طبعا).. الهواوية في كل إجاباتها تحيل على المملكة المغربية، فالصباط والخلخال والشربيل والقفطان والمقياس كلها منتجات مغربية.. هذا من الرباط وذاك من فاس وذلك من مكناس إلخ
شهادة جزائرية بأن جميع الألبسة مغربية
طبعا توثيق جزائري لهذا الأمر الذي كان يقع ومازال يقع إلى يومنا، من شراء هذه الألبسة التقليدية المشهورة عالميا بأنها تراث مغربي أصيل وعريق جدا جدا، من المغرب، أفحم به الأسود المغاربة من رواد التواصل الاجتماعي، أقرانهم من مهابيل بلاد هوك.. فلم ولن يستطيعوا الرد، فالحجة دامغة لا تحتاج إلى كثير نقاش وتفكير.
إلا أن الغريب والعجيب في قصة هذا الموضوع الذي صعد إلى مستوى (تراند)، هو أن الشعب الهوكي، ومن أجل الخروج من المأزق الذي لا يحسدون عليه، وضعهم فيه المغاربة الأحرار.. زعموا أن الأغنية ليست جزائرية فتنكروا لها ولصاحبها، وأنها أغنية مغربية وأن صاحبها مغني مغربي.. رغم أن اللهجة جزائرية مَغلوقَة تماما، ونوع الأغنية مما يطلق عليه “بالشعبي الجزائري” لا توجد لا في تونس ولا في المغرب وهي تراث جزائري خالص.. أغنية الشعبي الذي يؤديه الحاج العنقة ودحمان الحراشي والهاشمي كروابي ووو
لقد وصل بهم الجنون إلى التنكر لتراثهم المتمثل في أغنية الشعبي.. ووصل بهم الحمق إلى محو الجنسية الجزائرية على الفنان جعفري مراد..
فيا مغاربة العالم ويا مغاربة التواصل الاجتماعي، هَوِّنوا على جيرانكم البؤساء، فهم بشر من نوع آخر، خُلقوا قبل آدم عليه السلام (كذا قالت الدكتورة من عندهم).