تمغربيت :
مصطفى بونيف: الصفة والنعت
إنه مصطفى بونيف.. المشهور بمصطفى طاطا ولد العجلية.. المِثلِيّ النوع .. إلخ
يعرض نفسه بصفته صحفيا.. لكن لا شيء يوحي بأنه شبه مثقف أو صحفي أو دخل المدرسة أصلا..
فإنتاجه لا يخرج عن الكيل للمغرب والمغاربة والمغربيات والملك والمملكة والملكية.. بأشنع وأفظع أشكال السباب والشتائم.. لايستطيع أن يخرج من فمه غير العهر والجنس والقاذورات والموبيقات السبع.. وكلامه لا يخرج عن أسفل السرة..
يذكر كلمة بوسبير مائة مرة ومرة، وأحيانا يوصلها إلى الألف وواحدة يوميا.. على شكل المأثورات اليومية، فهي ورده اليومي من أذكار الصباح والمساء وأذكار الاستيقاظ من النوم والخلود إليه.
والخوف كل الخوف، أن يموت على هذا الذكر البئيس بؤس صاحبه. فيموت ويشهد ويستشهد ببوسبير بوسيير بوسبير والمروك المروك المروك عوض أن يموت على شهادة أن لاإله إلا الله محمد رسول الله.
(الولاء والبراء) عند مصطفى بونيف
مصطفى بونيف إنتاج كرغلي خالص وإنتاج المدرسة البومدينية الخالصة.. قوامها (الولاء والبراء): الولاء والانتماء للعكسر وليس للمجتمع الديمقراطي المدني.. والبراء من المغرب والمغاربة والملكية وملوك المغرب وكل ما هو مغربي..
أما في التاريخ فهو ينتمي للمدرسة الدوميرية للتأريخ وكتابة التاريخ التي تعالج المادة التاريخية بما يعالج به التقني البيطري دومير الحيوانات.. وما أكثر البهايم التي تتابعه وتشير عليه باللايكات. في منظر سريالي عجيب يختلط عليك الأمر فيه بين الحيوان والإنسان، فلا تكاد تفرق بينهما في موقع دومير أو بونيف.. لايكات على تراهات بالالاف وإعجابات على أذكار ما تحت السرة وخلخ السروال والملابس الداخلية..
تبين في الأخير أن بونيف أصله من بوسبير
بونيف منذ سنتين وهو يحكي عن بوسبير، ويسب المملكة الشريفة ببوسبير، ويشيع أكاذيب عن نساء المغرب ببوسبير..
لكنه قبل شهر وقليل.. وبالضبط بعد رمضان.. تعرض المسكين لأول مرة في حياته لهجوم عنيف، وزلزال مخيف ونقد غير لطيف.. من طرف دكتور من المغرب الشقيق على قناة يمني رفيق رجع به إلى أصله الحق وعرقه العريق.. ففضح له الدكتور، أصل بوسبير بالوثيقة والبرهان، وقصة لقب وأصل جدته أم حسن بالتوثيق والبيان.. فهرب عنه الأتباع جماعات جماعات، وسبَّه إخوانه الجزائريون بالعشرات والمئات، ولعنوا جد أمه يوم الولادة والممات.
بوسبير تراث جزائري خالص بالتوثيق التاريخي
كان نقدا لاذعا ورهيبا نعم، لكنه موضوعي ومُوَثق، اعتمد فيه الدكتور على التأريخ والمصدر من كتب الجزائريين والفرنسيين والأتراك.. وتعرض فيه لتعرية أصله وفصله وتاريخه وتاريخ جداته، وجغرافيته وجغرافية أجداده.. فاكتشف المشارقة والمغاربة والمصريون والشاميون وعرب الداخل وعرب المهجر.. أن أصل بوسبير وتفاصيل بوسبير وتاريخ بوسبير، تراث جزائري خالص.. اشتهرت به الجزائر والجزائريات قبل القرن 16، وأرخ له مؤرخوا التركمان المحتلين المستعبدين لجغرافيا وشعوب وقبائل أجزاء من شمال جزائر اليوم.. كما أنه أيضا، تراث جزائري وإنتاج فرنسي بسواعد، عفوا بأفخاد أو أفخاض أو أفخاظ ( كل الأوجه جائزة في نظري) جزائريات.. شكلتهم فرنسا على شكل كتائب داخل الكتيبات العسكرية الفرنسية لتلبية رغبات الجنود الفرنسيين.
هذا الدكتور تكلم عنه الجزائريون قبل المغاربة والمشارقة قبل الشاميين.. كما اهتموا للموضوع/البركان والتاريخ /الزلزال، حول بوسبير وأم حسن.. هو الدكتور عبد الحق الصنايبي والبرنامج هو الثقة فالوثيقة ومحرك الأسئلة كان هو أسعد الشرعي..
فتبين من خلال أربع حلقات أننا أمام بلاد عرفت ظاهرة بوسبير منذ قرون.. أرخ لها ووثقها مؤرخون أتراك ثم وثقها بعدهم مؤرخون فرنسيون وإنجليز ثم كتب عنها جزائريون من باب الدراسات الاجتماعية الأكاديمية، التي لا تعرف حدودا ولا طابوهات.
تبين أن الجزائر هي أصل الظاهرة البوسبيرية وهي التي كانت تتوفر على بوسبيرات في أغلب مدنها منذ قرون إلى يومنا هذا. وأن جزائر اليوم هي البلد العربي الوحيد الذي تُرَخَّص فيه لدور بوسبير.. بل إن الدولة تأخذ عنها ومنهن ضرائب، مثلها مثل أي تجارة أخرى. وأن الجزائر هي المصنفة حاليا رقم 2 في العالم في مجال بوسبير ( الأمم المتحدة UNAIDS) برصيد: 1.200.000 بوسبيرية (إحصائيات 2007 – أما إحصائيات اليوم تتكلم عن 2.000.000 عاهرة) و 5 مليون وسيط مباشر(قوادون) وغير مباشر .. وأنه حسب الجمعية الجزائرية (Abassa) كل بوسبيرية تَعُولُ 3 أفراد في المعدل مما يعطينا رقما يقترب من 25% من ساكنة القوة الضاربة، كلهم رسميا بوسبيريون.. بعيدا عن البوسبيريين والبوسبيريات المشتغلات في السر، خارج دور الدعارة الرسمية .. والحصيلة والنتيجة وفي آخر المطاف، نحن أمام ربع شعب بونيف ودومير”بوسبيريون”.
وهذا الأمر لا نستطيع تفسيره سوى بما يطلق عليه ب”الإسقاطات” التي يمارسها الأفراد والجماعات على أفراد وشعوب أخرى .. يُسقِطون أمراضهم وفشلهم وهبالهم وجنونهم على من يمثلون لهم عقدة في حياتهم. وفي حالة بونيف، وإسقاطات بونيف، كعينة بوسبيرية، فالمغرب هو معذبهم وهو عقدتهم.
( يتبع)