تمغربيت :
عرف المغرب ازدهارا ثقافيا كبيرا في عهد دولة بني مرين.. حيث تم تشييد عددا من المدارس بمختلف المدن المغربية، ساهمت في تفسير القرآن الكريم، وعلوم الفقه، وإحياء المذهب المالكي.
من بين هاته المدارس نجد مدرسة بن يوسف في مراكش والتي تعتبر، بحق، تحفة فنية معمارية.. من خلال تناسق عمارتها وروعة زخرفتها.. وهو ما جعل منها صرحا حضاريا لا يزال شاهدا على عراقة تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.
يعود تاريخ بناء المدرسة إلى عهد الدولة المرينية، على يد السلطان أبو الحسن المريني في أواخر عام 1348م، وتعكس طريقة تشييدها الذوق الرفيع لسلاطين الدولة المرينية.
وعرفت مدرسة بن يوسف عمليات تجديد وتوسعة مهمتين في القرن السادس عشر ميلادي وذلك على يد السلطان السعدي عبد الله الغالب.. كما شكلت على مدى أربع قرون معقلاً للعلماء ووجهة للطلاب من مختلف أنحاء العالم، وهي تعتبر من أبرز المنشآت العلمية التعلمية لحد الآن.
تعد مدرسة بن يوسف تحفة عمرانية بديعة وهي واحدة من بين أهم المعالم التاريخية بمدينة مراكش، وغالباً ماتكون بجانب المسجد الرئيسي للمدينة… حيث تحظى بأهمية بالغة نظراً لهندستها وزخارفها ونقوشها الغاية في الجمال والابداع.. بالاضافة لموقعها بساحة بن يوسف في قلب المدينة العتيقة، والتي تحمل دلالة تاريخية كبيرة لكونها النواة الأصلية للمدينة القديمة لمراكش.