تمغربيت :
من منطلق استقلال البلاد وتحرير العباد، ترى المملكة الشريفة علاقاتها الدبلوماسية بمنظار الصحراء الغربية المغربية التي استقلت عن الاحتلال الإسباني سنة 1975م.
ومن منطلق تقسيم المغرب عن صحرائه الغربية، وإيجاد كيان فنطوشي سادس بالمغرب الكبير، يمكنها من ملامسة المحيط الأطلنتي.. ترى الجزائر علاقاتها الدبلوماسية أيضا بمنظار هذا الملف الذي يعتبر ملفا عقديا ووجوديا بالنسبة لنظامها العسكري الدكتاتوري.
لقد فشلت الخارجية الجزائرية في إحراز تفوق طفيف ولو بالنقاط منذ سنين.. خصوصا مع تربع السيد ناصر بوريطة على كرسي الخارجية المغربية عام 1917، إذ أقيل الوزير تلو الوزير وأعفي من منصب الخارجية الوزير تلو الوزير، دون جدوى. فقياس نجاح وزير الدبلوماسية بالجزائر مرهون بتسجيل التفوق على صاحب المقص الذهبي. وهو ما لم يتحقق بعد.. ولم يولد بعد وزير جزائري يمكن أن يحقق شيئا في ملف الصحراء المغربية. ولن يولد ولو بعد قرن من الزمن.
فبعد إقالة لعمامرة ثم مساهل ثم لعمامرة ثم بوقادوم ثم لعمامرة للمرة الثالثة في ظرف وجيز.. مقابل بقاء السيد بوريطة لوحده طيلة هذه الفترة بتغييراتها وإقالاتها في بلاد هوك. وبعدما لم يبق من الأغبياء المرشحين لهذا المنصب سوى “عمار بلاني” الذي لم يراكم سوى الفشل في ملف الصحراء.. الدبلوماسية الجزائرية تتخلى عنه وتقرر إعفائه من منصب الأمين العام لوزارة الخارجية، بعدما قررت في وقت سابق إبعاده عن منصب المبعوث الخاص المكلف بالمنطقة المغاربية والصحراء وإلغاء هذا الموقع برمته.. لتبعثه يوم الثلاثاء إلى تركيا تحت مسمى “سفير مفوض فوق العادة”.. وتنهي بذلك مهامه بشكل رسمي داخل وزارة الخارحية.
ولا يفوتنا التذكير، بأن إبعاد عمار بلاني يُقرؤ في سياق الحرب الصامتة التي يخوضها تبون على وزير خارجيته السابق رمطان العمامرة.. في إطار التنافس على رئاسة الجمهورية المقبلة.
للتذكير، فلعمامرة تم إعفاؤه من مهامه بتاريخ 16 مارس 2023، وتم تعويضه بأحمد عطاف الذي كان وزيرا للخارجية لفترة سابقة ما بين 1996 و1999. والذي يكاد لا يطل علينا سوى مرة أو مرتين كل 3 أشهر.